تقرير عبري: تصاعد الهواجس الصهيونية من ضربة إيرانية مباغتة

 مركز المعلومات|
قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية إن كيان العدو الصهيوني يعيش حالة من القلق والترقّب في أعقاب ما وصفته بـ”تزايد مؤشرات عن ضربة استباقية قد تقوم بها ايران، وسط تحذيرات من سوء تقدير قد يُفضي إلى إشعال حرب جديدة بين الجمهورية الإسلامية والكيان المحتل. وفي تقرير مطوّل نشرته الصحيفة للكاتب الصهيوني يوسي مانشاروف، أكّد أن الكيان يعيش ما أسماه “مرحلة جديدة من المواجهة الاستراتيجية مع طهران”، خصوصًا بعد ما تعرضت له إيران من أضرار خلال ما وصفته بـ”حرب الاثني عشر يومًا”، والتي استهدفت فيها طائرات العدو مواقع حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك منشآت نووية ومراكز أمنية، وأسفرت عن استشهاد عدد من القادة والعلماء الإيرانيين. وبحسب الصحيفة، فإن ما تعتبره تل أبيب “نجاحًا عسكريًا” قابله الإيرانيون بشعور “بالخسارة والإنجاز في آنٍ واحد”، بعد أن تمكنوا من الحفاظ على استمرارية عمل مؤسساتهم، وعلى رأسها النظام الإسلامي، الذي قالت الصحيفة إن استهدافه كان الهدف الأساسي للعدوان الصهيوني. ولفتت الصحيفة إلى أن الإيرانيين باتوا ينظرون إلى الساحة بعيون أكثر شراسة واستعدادًا، خاصةً في ظل التهديدات الصريحة التي أطلقها نتنياهو ووزير الحرب كاتس ضد طهران، وفي ضوء ما وصفته الصحيفة بـ”تزايد المؤشرات حول نوايا صهيونية لتكرار الضربات”. وتحدثت الصحيفة عن نقاشات مكثفة داخل دوائر القرار الإيرانية بشأن شنّ ضربة استباقية ضد الكيان الصهيوني، وذكرت أن صحيفة “وطن أمروز” المحافظة دعت صراحةً إلى تنفيذ هجوم وقائي قبل أية عملية عسكرية محتملة قد يُقدم عليها الكيان. ولفتت إلى أن هذه الدعوة تأتي في سياق استنفار رسمي داخلي تمهيدًا لخلق “ردع طويل الأمد”، عبر خطوة هجومية قد تُغيّر معادلات الصراع، الصحيفة العبرية رصدت كذلك تداعيات الحرب على الداخل الإيراني، مشيرة إلى تنامي الأصوات التي تُعارض استئناف التفاوض مع واشنطن بشأن الملف النووي، متهمةً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بوضع “ثقة غير مبررة” في الإدارة الأميركية، خصوصًا بعد عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي. كما نقلت عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن أي إعادة لتفعيل آلية العقوبات الأممية – والتي لوّحت بها كلٌّ من بريطانيا وفرنسا وألمانيا – ستُعتبر في طهران بمنزلة “إعلان حرب”، ما يعكس تصاعد حالة التوتر على كافة المستويات. وفي تطورٍ آخر، تطرقت الصحيفة إلى منشور نُشر على حساب المستشار البرلماني الإيراني مهدي محمدي، تضمّن صورة تُحاكي هجومًا نوويًا على كيان العدو، قبل أن يتم حذفه لاحقًا، في خطوة قالت إنها تعكس المزاج المتصاعد في إيران تجاه التصعيد المحتمل. الصحيفة أكدت أن الكيان الصهيوني لم يوقّع على اتفاق وقف إطلاق نار مع إيران، بل التزم فقط بوقف الهجمات إذا توقفت إيران عن مهاجمة الأراضي المحتلة، وهو ما يُبقي احتمال عودة المواجهة قائمًا في كل لحظة. ورأت أن التحدي القادم أمام الكيان هو الحفاظ على يقظته الأمنية والعملياتية، وتكثيف العمل الاستخباراتي لتحديد حجم الضرر الذي أصاب البرنامج النووي الإيراني، وتقدير مستوى جهوزية إيران للرد أو الهجوم، لا سيما في ظل مخاوف تل أبيب من سوء تقدير قد يشعل فتيل حرب شاملة في المنطقة. ختامًا، عكست لهجة التقرير حالة من القلق المتصاعد داخل الكيان الصهيوني تجاه طهران، لا سيما بعد فشل عدوانه الأخير في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، وتحقيق إيران لمعادلة ردع جديدة. وبينما يُحذّر العدو من نوايا إيران للرد، يبدو أن طهران تحضّر خياراتها على كل المستويات، في وقتٍ باتت فيه المنطقة على شفا مواجهة كبرى، قد تكون نتائجها عكس ما يطمح له العدو.

آخر الأخبار

مقالات ذات صلة