مركز المعلومات|
نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريرًا يكشف جانبًا مظلمًا من الواقع الداخلي للجيش الإسرائيلي في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، مشيرة إلى أن حالة من التصدع والاستنزاف العميق بدأت تنهش جسد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ليس فقط على صعيد الجبهات، بل داخل وحدات الجيش وبين صفوف الجنود أنفسهم. وبحسب التقرير، فإن رئيس الأركان إيال زامير، الذي تعهد عند توليه منصبه بوضع المقاتلين في صدارة أولويات المؤسسة العسكرية، بات يواجه واقعًا مناقضًا تمامًا لتصريحاته، حيث نقلت الصحيفة عن جنود وضباط في الخدمة النظامية والاحتياطية، وكذلك في الوحدات الدائمة، شكاوى متصاعدة من الإهمال، وتراجع الروح المعنوية، وتدهور الأوضاع النفسية والاجتماعية. وأشار التقرير إلى أن الجنود الذين تم إرسالهم إلى قطاع غزة للمشاركة في العدوان، تُركوا هناك لفترات طويلة وسط تجاهل من المؤسسة والمجتمع الإسرائيلي، في حين يستمر المجتمع في حياته اليومية وكأن شيئًا لم يكن، مما تسبب في فجوة اجتماعية عميقة بين الجبهة الداخلية والخطوط الأمامية. وتحدث عدد من الضباط وقادة الكتائب عن تصدع العلاقات الأسرية لعناصر الجيش، بسبب غياب طويل الأمد، وضغوط نفسية ومالية تتفاقم مع كل يوم خدمة احتياطية إضافي. ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله إن علاقته بخطيبته على وشك الانهيار بسبب طول فترة غيابه، في حين أشار ضابط آخر إلى أن زوجته رفضت عودته للخدمة الاحتياطية وهددته بإنهاء العلاقة إن استمر في الانخراط العسكري. وأضافت الصحيفة أن قادة الألوية والسرايا باتوا يشعرون بالضغط الهائل من جهة الجنود، الذين يطالبون بإجازات قصيرة أو تسريحات، حيث أصبحت الخدمة عبئًا ثقيلًا على أسرهم ووظائفهم وحياتهم الشخصية. وأوضح التقرير أن العديد من الجنود علموا مسبقًا بأنهم سيفقدون وظائفهم في القطاع المدني بسبب استمرار استدعائهم للخدمة، في ظل تقاعس واضح من السلطات الرسمية في توفير الحماية الوظيفية. كما سلّط التقرير الضوء على الإهمال المؤسسي الذي يعاني منه طلاب الجامعات من جنود الاحتياط، حيث رفضت الجامعات الإسرائيلية منحهم أي استثناءات أكاديمية أو تسهيلات في الامتحانات أو مواعيد الدراسة، وهو ما اعتبره الضباط “إهانة مباشرة” لأبناء المؤسسة العسكرية الذين يضحّون بحياتهم في الجبهات. وتحدث الجنود أيضًا عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة، حيث يعيش كثير منهم في حالة من القلق إزاء مستقبلهم بعد نهاية الخدمة، ويفقدون الأمل في الاستقرار الوظيفي أو الاجتماعي، في ظل غياب الدعم الحكومي أو التعويضات الكافية. وأكد أحد القادة أن الاحتياط تحوّل إلى “رحلة استنزاف طويلة”، بينما طالب آخر الجنود بـ”العودة لإنقاذ أسرهم من الانهيار” ثم الرجوع إلى الجبهة لاحقًا. ووفقًا للصحيفة، فإن قادة الكتائب لاحظوا أيضًا تراجعًا في جاهزية الوحدات القتالية بسبب الانهيارات النفسية والإرهاق المستمر، بينما بدأت المشاكل المادية بالتسلل إلى صفوف الجنود نتيجة عدم وجود بديل حقيقي عن دخلهم المدني. وعبّر العديد من الجنود عن استيائهم الشديد من تعامل قيادة الجيش والحكومة معهم وكأنهم “أدوات قابلة للاستهلاك”. كما أورد التقرير مشاهد احتجاجات واسعة أمام الكنيست نفذها أهالي كتيبة الهندسة القتالية 605، للتنديد بإرسال أبنائهم إلى ساحة المعركة داخل ناقلات جند مدرعة قديمة وغير صالحة للاستخدام، أسفرت قبل أسبوعين فقط عن مقتل سبعة جنود. ورغم ذلك، أعلن جيش الاحتلال تمسكه باستخدام تلك المركبات القديمة، بذريعة عدم توفر ميزانية كافية لشراء بدائل. ونقلت “معاريف” عن أحد الضباط الكبار قوله إن جيش الاحتلال لا يملك القدرة الصناعية أو الدعم المالي من وزارة الخزانة لتحديث أسطوله من المدرعات، وإن الوضع سيستمر على هذا النحو لسنوات، مما يفاقم من مخاطر القتال ويعرّض حياة الجنود لمزيد من الكوارث. كما أشار التقرير إلى أن حالة الاستنزاف التي تعاني منها المؤسسة العسكرية تمتد إلى كل التشكيلات: النظامية، والاحتياط، والدائمة، محذرًا من أن هذا الاستنزاف لا يهدد فقط العنصر البشري، بل يضعف فعالية الجيش من الناحية العملياتية، ويؤثر على جاهزية سلاح الجو، والآليات، ووحدات النخبة. وختمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول إن ما لا يُقال أمام الكاميرات، يُهمس به الآن في كل وحدة: من فقدان الثقة بالقيادة السياسية، إلى مشاعر العزلة التي تطارد الجنود، فالمعاناة لم تعد خفية، بل تحوّلت إلى صرخة مكتومة داخل الجيش الإسرائيلي، تنذر بما هو أخطر من الهزيمة العسكرية على الأرض – إنها الهزيمة من الداخل.
نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريرًا يكشف جانبًا مظلمًا من الواقع الداخلي للجيش الإسرائيلي في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، مشيرة إلى أن حالة من التصدع والاستنزاف العميق بدأت تنهش جسد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ليس فقط على صعيد الجبهات، بل داخل وحدات الجيش وبين صفوف الجنود أنفسهم. وبحسب التقرير، فإن رئيس الأركان إيال زامير، الذي تعهد عند توليه منصبه بوضع المقاتلين في صدارة أولويات المؤسسة العسكرية، بات يواجه واقعًا مناقضًا تمامًا لتصريحاته، حيث نقلت الصحيفة عن جنود وضباط في الخدمة النظامية والاحتياطية، وكذلك في الوحدات الدائمة، شكاوى متصاعدة من الإهمال، وتراجع الروح المعنوية، وتدهور الأوضاع النفسية والاجتماعية. وأشار التقرير إلى أن الجنود الذين تم إرسالهم إلى قطاع غزة للمشاركة في العدوان، تُركوا هناك لفترات طويلة وسط تجاهل من المؤسسة والمجتمع الإسرائيلي، في حين يستمر المجتمع في حياته اليومية وكأن شيئًا لم يكن، مما تسبب في فجوة اجتماعية عميقة بين الجبهة الداخلية والخطوط الأمامية. وتحدث عدد من الضباط وقادة الكتائب عن تصدع العلاقات الأسرية لعناصر الجيش، بسبب غياب طويل الأمد، وضغوط نفسية ومالية تتفاقم مع كل يوم خدمة احتياطية إضافي. ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله إن علاقته بخطيبته على وشك الانهيار بسبب طول فترة غيابه، في حين أشار ضابط آخر إلى أن زوجته رفضت عودته للخدمة الاحتياطية وهددته بإنهاء العلاقة إن استمر في الانخراط العسكري. وأضافت الصحيفة أن قادة الألوية والسرايا باتوا يشعرون بالضغط الهائل من جهة الجنود، الذين يطالبون بإجازات قصيرة أو تسريحات، حيث أصبحت الخدمة عبئًا ثقيلًا على أسرهم ووظائفهم وحياتهم الشخصية. وأوضح التقرير أن العديد من الجنود علموا مسبقًا بأنهم سيفقدون وظائفهم في القطاع المدني بسبب استمرار استدعائهم للخدمة، في ظل تقاعس واضح من السلطات الرسمية في توفير الحماية الوظيفية. كما سلّط التقرير الضوء على الإهمال المؤسسي الذي يعاني منه طلاب الجامعات من جنود الاحتياط، حيث رفضت الجامعات الإسرائيلية منحهم أي استثناءات أكاديمية أو تسهيلات في الامتحانات أو مواعيد الدراسة، وهو ما اعتبره الضباط “إهانة مباشرة” لأبناء المؤسسة العسكرية الذين يضحّون بحياتهم في الجبهات. وتحدث الجنود أيضًا عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة، حيث يعيش كثير منهم في حالة من القلق إزاء مستقبلهم بعد نهاية الخدمة، ويفقدون الأمل في الاستقرار الوظيفي أو الاجتماعي، في ظل غياب الدعم الحكومي أو التعويضات الكافية. وأكد أحد القادة أن الاحتياط تحوّل إلى “رحلة استنزاف طويلة”، بينما طالب آخر الجنود بـ”العودة لإنقاذ أسرهم من الانهيار” ثم الرجوع إلى الجبهة لاحقًا. ووفقًا للصحيفة، فإن قادة الكتائب لاحظوا أيضًا تراجعًا في جاهزية الوحدات القتالية بسبب الانهيارات النفسية والإرهاق المستمر، بينما بدأت المشاكل المادية بالتسلل إلى صفوف الجنود نتيجة عدم وجود بديل حقيقي عن دخلهم المدني. وعبّر العديد من الجنود عن استيائهم الشديد من تعامل قيادة الجيش والحكومة معهم وكأنهم “أدوات قابلة للاستهلاك”. كما أورد التقرير مشاهد احتجاجات واسعة أمام الكنيست نفذها أهالي كتيبة الهندسة القتالية 605، للتنديد بإرسال أبنائهم إلى ساحة المعركة داخل ناقلات جند مدرعة قديمة وغير صالحة للاستخدام، أسفرت قبل أسبوعين فقط عن مقتل سبعة جنود. ورغم ذلك، أعلن جيش الاحتلال تمسكه باستخدام تلك المركبات القديمة، بذريعة عدم توفر ميزانية كافية لشراء بدائل. ونقلت “معاريف” عن أحد الضباط الكبار قوله إن جيش الاحتلال لا يملك القدرة الصناعية أو الدعم المالي من وزارة الخزانة لتحديث أسطوله من المدرعات، وإن الوضع سيستمر على هذا النحو لسنوات، مما يفاقم من مخاطر القتال ويعرّض حياة الجنود لمزيد من الكوارث. كما أشار التقرير إلى أن حالة الاستنزاف التي تعاني منها المؤسسة العسكرية تمتد إلى كل التشكيلات: النظامية، والاحتياط، والدائمة، محذرًا من أن هذا الاستنزاف لا يهدد فقط العنصر البشري، بل يضعف فعالية الجيش من الناحية العملياتية، ويؤثر على جاهزية سلاح الجو، والآليات، ووحدات النخبة. وختمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول إن ما لا يُقال أمام الكاميرات، يُهمس به الآن في كل وحدة: من فقدان الثقة بالقيادة السياسية، إلى مشاعر العزلة التي تطارد الجنود، فالمعاناة لم تعد خفية، بل تحوّلت إلى صرخة مكتومة داخل الجيش الإسرائيلي، تنذر بما هو أخطر من الهزيمة العسكرية على الأرض – إنها الهزيمة من الداخل.