مركز المعلومات|
قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة من القلق الميداني المتصاعد في ظل تصاعد تكتيكات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها عمليات القتال القريب ومحاولات أسر جنود، التي باتت تؤرق قيادات العدو وتفرض مراجعة مستمرة لإجراءاتهم العملياتية. ووفق ما نقلته الصحيفة عن مصادر عسكرية، فإن حركة حماس باتت تعتمد استراتيجية جديدة وصفتها بـ”الجرأة والتضحية”، حيث تقوم بتنفيذ هجمات متلاحمة على مواقع وتحركات جنود الاحتلال، وتبحث عن ثغرات في انتشار قواته بهدف تنفيذ عمليات أسر. وأشارت الصحيفة إلى حادثة وصفتها بالحساسة، وقعت الأسبوع الماضي في مدينة خان يونس، حيث خرج مقاومون من أنفاق تحت الأرض وهاجموا مركبة للاحتلال، وحاولوا أسر أحد الجنود الذي قُتل بعد مقاومته، فيما تمكنت بقية القوة من سحب جثته ومنع اختطافها. الحادثة أثارت مخاوف جدية لدى قيادة الاحتلال، ودعت إلى إصدار تعليمات عاجلة برفع مستوى اليقظة، تحسبًا لعمليات اختطاف محتملة في أي لحظة. وتقول الصحيفة إن ما يسمى “الجيش الإسرائيلي” يواجه تحديات ميدانية متزايدة في قلب المناطق التي يزعم السيطرة عليها، خصوصًا بعد أن لجأت فصائل المقاومة إلى زرع متفجرات في المنازل التي يداهمها الجنود، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوفهم. كما أن وحدات المشاة المرافقة للمركبات العسكرية باتت بدورها عُرضة للخطر بسبب العبوات الناسفة المزروعة في محيط الآليات. كما نُقل عن قادة ميدانيين لدى الاحتلال أن التكتيكات المتطورة التي تتبعها حماس تسببت في إرباك كبير على مستوى اتخاذ القرار العملياتي، وطرحت معضلات معقدة تتعلق بكيفية تأمين القوات وحماية المركبات. وتشير “إسرائيل هيوم” إلى أن “الجيش” يُجري جلسات استجواب بعد كل عملية يتكبد فيها خسائر، بهدف استخلاص الدروس، إلا أن النتائج الميدانية لا تزال تُظهر فشلًا متكررًا في منع العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة. وتقول الصحيفة إن جيش الاحتلال ينتظر توجيهات من المستوى السياسي بشأن المرحلة المقبلة من العدوان على غزة، مشيرة إلى أن هناك حديثًا عن إمكانية التوسع البري بنسبة تتراوح بين 5% و7% من مساحة القطاع، إلا أن هذا الخيار مرهون بقرارات حكومية لم تُحسم بعد. وأضافت أن ما يسمى “عملية عربات جدعون” تقترب من نهايتها، لكن الغموض لا يزال يكتنف ما بعدها، في ظل تصاعد الخسائر وصمود المقاومة واستمرار العمليات المفاجئة التي تؤكد أن غزة لم تنكسر، وأن الميدان لا يزال بيد رجاله.