بعد 30 عامًا من التطوير.. دفاعات العدو الصهيوني تعترف بالعجز أمام التهديدات القادمة

مركز المعلومات|
نشرت صحيفة غلوبس العبرية تقريرًا مطولًا كشفت فيه اعترافات صريحة من مدير منظمة الدفاع الصاروخي الصهيوني، موشيه باتيل، الذي أقرّ بأن المنظومات الحالية قد تواجه مستقبلاً تحديات أعقد تتجاوز قدراتها الفعلية. باتيل، الذي يتولى قيادة منظمة IMDO منذ عام 2016، اعترف في حوار صحفي مطول أن التحديات التي تواجه “القبة الحديدية” و”السهم” و”مقلاع داود” تتسع بشكل متسارع، خاصة مع دخول تهديدات جديدة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت والمركبات الانزلاقية المناورة، مؤكدًا أن التحصينات الحالية لن تكون كافية في المستقبل القريب. وأكدت الصحيفة أن النظام الإسرائيلي اعترض نحو 86% من الصواريخ الباليستية الإيرانية لكنها في الوقت ذاته تفتح بابًا للشك في قدرة النظام على الصمود أمام موجات أكثر تطورًا من الهجمات، خاصة تلك التي تحاكي “قفزة الحصى فوق الماء”، في إشارة إلى الصواريخ الأسرع من الصوت التي تُغيّر مساراتها بسرعة في نطاقات يصعب على الأنظمة التقليدية التعامل معها. وتطرق التقرير إلى ما وصفه بـ”التعاون المعمّق” بين الكيان والولايات المتحدة، موضحًا أن النظام الدفاعي الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على دعم أمريكي مالي وتقني، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تنتج 50% من مكونات نظام “أرو 3″. كما أقرّ باتيل بأن تصدير الأنظمة الدفاعية كـ”حيتس 3″ و”مقلاع داود” لا يمكن أن يتم دون موافقة واشنطن، ما يعكس حجم الهيمنة الأميركية على الصناعات الأمنية في الكيان الصهيوني، رغم محاولات الأخير الترويج لاستقلال قراره السيادي. وأشار باتيل إلى أنه خلال العدوان الأخير، كان موظفو الصناعة الدفاعية يعملون في نوبات مزدوجة بين الجبهات وخطوط الإنتاج، حيث ينزلون من الاحتياط ويباشرون العمل، ثم يعودون مجددًا إلى الخدمة العسكرية، وهو ما يُبرز حالة الارتباك الهيكلي التي تعيشها المنظومة الإسرائيلية في مواجهة الضغط المستمر. كما ناقش التقرير مصير مذكرة التفاهم العسكرية الأميركية–الإسرائيلية، والتي تنتهي عام 2028، وسط غموض بشأن تمديدها. وأبدى باتيل قلقًا من تراجع التمويل الأميركي، خصوصًا في ظل طموحات إدارة ترامب بالاستقلال الدفاعي وتطوير مشروع “القبة الذهبية” الأميركي، الذي قد يُزاحم الدعم المُقدّم للكيان. ومع أن المذكرة الحالية تنص على تمويل سنوي بقيمة 500 مليون دولار لمشاريع الدفاع الجوي، إلا أن باتيل أشار إلى أن السنوات الماضية شهدت تمويلات إضافية مثل مليار دولار خلال عملية “حراس الجدار”، و5.2 مليار دولار خلال الحرب الأخيرة، ما يعني أن الكيان كان يعتمد على تدفق مالي أكبر من المتاح حاليًا، وقد يواجه صعوبات في حال توقف أو تقليص هذا الدعم. ولم يخلُ التقرير من الإشارات إلى فشل جزئي في مواجهة بعض التهديدات، حيث أشار باتيل في نهاية المقابلة إلى أن منظمته لا تزال تُجري مراجعة لما حدث مع هجمات الحوثيين، وتحاول استخلاص العبر والدروس، مما يعكس أن الأداء لم يكن مثاليًا كما يُروّج له، وأن هناك نقاط ضعف حقيقية كشفها ميدان المعركة، خاصة في البحر الأحمر. وختمت الصحيفة العبرية تقريرها الطويل بما يشبه التنويه غير المعلن بأن مستقبل الدفاع الصاروخي الإسرائيلي سيكون مرهونًا بتطورات المعركة المقبلة، وليس فقط بما أنجزته الأنظمة حتى الآن، وأن التحديات القادمة، وعلى رأسها الصواريخ الأسرع من الصوت، ستفرض معادلات جديدة قد لا تصمد أمامها الحسابات القديمة.
 
 

آخر الأخبار

مقالات ذات صلة